النقطة و المحيط

فى بعض الأحيان يدركنى أحساس غريب،لم أدركه من قبل رغم تكراره ، هذا الأحساس القمىء الذى يراودنى عندما أدرك تغييراً ما فى شخصى و أعرف تماماً أنى لن أستطيع فعل أى شىء لمداوة ذلك التغيير. لا يدرك الأخرون ذلك التغيير و لا يعيرونه اهتمام، فبالنسبة للعالم الخارجى لازلت أنا نفسى ، لم أتغير ؛ يتعاملون معى و كأنى ساكنة لا أتغير ولا أختلف و قد يكون ذلك خطئى لأنى لمدة سنوات طويلة كنت أنا الشخص ذاته، يتغير الأخرون و لكنى لا زلت صامدة بشخصى ،لا أسمح لكائنا ما أن يخترق الأسوار التى تشكل أنسانيتى ، و فى يوما ما فتحت نافذة صغيرة فى تلك الأسوار المنيعة و كنت أنا الفاعل، كنت أنا من حررت الأقفال و نزعت القيود، ظنا منى أننى فى حاجة الى تغيير، و قلت لنفسى أنها مجرد نافذة صغيرة لا تشكل أهمية أو خطر أو تهديد و لكنها قد تفيدنى فى تغيير الهواء الساكن من حولى، و الضوضاء المكتومة التى لا تدرك أذنى ، نعم ، كنت أنا الفاعل و المفعول به و لكنى أدركت ذلك بعد فوات الأوان و قد حدث ذلك التغيير الطفيف فى نفسى و الذى بدء كنقطة صغيرة فى محيط من المداخلات و الهواجس و الخواطر،و يا عمق ذلك المحيط، فظننت أن تلك النقطة الصغيرة لا تشكل أهمية و لا قوة و لا مضمون، ظننتها كنقاط أخرى كثيرة ، ستختفى ضمن السواء و تمضى جزء من الكل ، ظننت أن تلك النقطة الواهنة لن تصمد قبل ذلك المحيط الهائج الذى يهدد حياة صاحبته فى كل لحظة من حياتها، ذلك المحيط الذى تحاول أن تبقيه بداخلها خوفا من أن يمحيها من الوجود، فقد كانت واثقة أن شيئا ما لا يستطيع أن يقف أمام ذلك المحيط الثائر الرافض للسكون و كانت تلك الحقبقة لسنوات طويلة ، فكيف على أن أدرك الوعيد الخفى الذى تمثل فى تلك النقطة الضعيفة ؟ لم أعير تهديدها اهتمام و ظلت النافذة مفتوحة على مصرعيها و هى تقدم مسار صريح و مباشر الى محيط شخصيتى... وتلاقى الصدعان و ظننت أن المعركة ستكون ضارية و أن الخسائر ستصبح مضنية ، و لكنى فوجئت بسكون محيطى تماماً ، حتى و أنه أصبح يماثل بحيرة صغيرة لا تشكل أى أهمية أو تهديد ولا تثير الأهتمام، و يالا سذاجتى ، قلت لنفسى ذلك هو السكون الذى يسبق العاصفة و سرعان ما سيبدأ الصراع الدامى و سيبعث ثأئر محيطى مرة أخرى من رماد سكونه المخيف، و ظللت أنتظر و أنتظر ظناً منى أن الصبر نعمة كما كانت تقول جدتى ، و لكن صبر جدتى لم يلقى حكمتها متمثلاً فى و لكنه وجد سذاجة ماسخة و سخيفة ، و أدركت أن تلك النقطة الواهنة أستطاعت بطريقة ما أن تتسلل الى أعماق محيطى و وجدت هناك آلهة ذلك المحيط الثائر فطعنتها و أختلطت دمائها الطاهرة البريئة بالمياه الثائرة، فخيم اليأس على محيطى و أصبح قانط و ساكن ينعى مقتل آلهته المقدسة النزيهة، و تغير لونه من الأزرق الزاهى الداعى للحياة الى أحمر داكن مثير للإزدراء ...فقد محيطى زهوه و فقدت أنا شخصى

Comments

Ze2red said…
ouch!

tab w ba3deen, eh el 7al?
Sina said…
mesh 3arfa
Radwa Amr said…
i like :D
Sina said…
thanks :)

Popular Posts