برافو يا ميدو
فى محادثة صريحة لى مع أبى كنا نتكلم عن الحياة و الغلطات التى أرتكبتها و الأشياء المفروض منى أرادتها و لكنى لا أريدها. فى تلك المحادثة أثار أبى موضوع الكلية التى قد أخترتها و كيف أننى كرهتها بالرغم أنى أثناء الثانوية العامة كانت الكلية الوحيدة التى أردت أن أقدم عليها و أتذكر أثناء لصق الرغبات فى شهادة التنسيق الفقرية و بعدما لصقت ورقة تلك الكلية المنحوسة كرغبة أولى قلت لأبى" أذا لم أوفق فى دخول هذه الكلية فيجب عليك أن تدخلنى كلية خاصة فى نفس التخصص" و قال لى أبى ألا أقلق و أن مجموعى المرتفع الذى عند سماع نتيجته ظلت أمى تبكى بسعادة مفرطة و طلبت من مربيتى التى ربتنى منذ أن كنت طفلة صغيرة أن تطلق الزغاريد رغم أنى أكره الزغاريد على أساس أنها أسلوب همجى فى التعبير عن السعادة . و كان أبى محقا و دخلت الكلية التى أردتها و رغم أنى من أول يوم دخلتها أصابنى الذهول و أصطنعت السعادة لأن شكلها كان لا يسر عدو و لاحبيب و لكنى أردت أثبات نفسى أمام عائلتى , أصريت أنى أستمر فى هذه الكلية لأن أخوتى قد تخرجوا الأثنان من كليات عامة و يجب أن أكون قوية مثلهما. و بالفعل أكملت فى الكلية رغم حالات الأكتئاب الشديدة التى أصابتنى و التى وصلت الى أفكار سوداوية و أرادتى فى أن تنتهى حياتى و أشكر الله أنى على النهج الأسلامى الذى يحرم الأنتحار لأنه هو الشىء الوحيد الذى منعنى من أنهاء حياتى بنفسى. رجوعا الى محادثتى مع أبى, قال لى أبى أنه كان يريدنى أن أدخل كلية الهندسة و لكنه أثتاء تقديمى على الكليات لم يقل لى شىء عن رغبته تلك فسألته لماذا يظن أن كلية الهندسة كانت الأختيار الأمثل و قال لى أن طريقة تفكيرى مرتبة و دقيقة وأننى أرتب أفكارى داخل دماغى كأننى أرتب صناديق فى دواليب و أننى كنت متفوقة فى مادة الهندسة. غضبت كثيرا من أنه لم يقل لى ذلك وقتها رغم أنه قد أصر على بعض الكليات لأخوتى الأخرين و أحسست أنى وحدى فى الدنيا و لكنى أدركت الأن أنى لا أهتم كثيرا بالبنايات و تصميمها لأنى لست من الناس الذين يستخدمون حاسة النظر أستخدام جيد و أننى لست من هؤلاء الذين يستطيعون أن يوصفوا طريقة الوصول الى مكان ما لأننى لا أركز فى الأشياء المحيطة, فأننى مثلما تقول أختى "داخل نفسى" و قلما ما أدرك ما يحدث حولى والمهندس الجيد هو الذى يدرك أحتياجات البيئة المحيطة. أنا لست مهندس و لا تاجر و لا طبيب و لا محامى ولا أى من المهن المعروفة التى يستخدمها الأطفال عندما يسألهم أحد السؤال المستفز "ها يا ميدو عايز تبقى ايه لما تكبر؟" و يتوقع السائل أحد هذه المهن حتى يستطيع أن يهلل و يقول "برافو يا ميدو" على أساس أن ميدو قد قرر مستقبله الباهر الذى ينتظره رغم أنه لا يستطيع دخول الحمام لوحده
أتذكر عندما كان أحد يسألنى هذا السؤال و كنت دائما أرد "شيال شنط فى المطار" و كان دائما سائل السؤال يصيبه الذهول و أشك أن الناس كانوا يظنوا أنى غبية و لكنهم كانوا دائما يصطنعون الضحك و يبتسمون فى وجه أبى أو أمى و يقولون "أصلها لسة صغيرة" و بالرغم أنى لا أعرف لماذا كنت أريد أن أمتهن تلك المهنة الغريبة و لكنى طالما وجدت المطارات شىء مثير للسعادة و أننى كلما وجدت نفسى فى مطار ما أجلس و أشاهد الناس و هم يودعون أهاليهم و أخرين يجرون جري شديد للحاق بالطائرة و السيدة التى تجر أطفالها الذين لا يريدون المغادرة و العاشقان اللذان يتصرفان كأنهم فى غرفة خاصة لا مطار عام و الرحلة المدرسية التى تثير الشغب و الفوضى فى المطار رغم طلبات مدرسيهم أن يلتزموا حدودهم. أحب المطارات لما تحمله من فرص و أمل و لكونى واحدة من الناس الذين يحبون السفر و الهروب و اكتشاف الأماكن الجديدة و طلوع الجبال و المغامرات التى تتسبب فى علو ضربات القلب و لكن دائما ما تسبب الضحك و الأبتسام عندما أتذكرها. أحب تلك الأشياء حبا جما و هى الأشياء الوحيدة التى أستطيع أن أنسب أليها الشعور بالسعادة رغم مخاطرها الشديدة و رغم تكلفتها و رغم كل شىء خاطىء بها و لكنى أحبها و على رأى المثل "القلب و ما يريده" و هذا هو ما يريده قلبى و دماغى و جسدى و أفكارى , أريد أن أكتشف العالم
أتذكر عندما كان أحد يسألنى هذا السؤال و كنت دائما أرد "شيال شنط فى المطار" و كان دائما سائل السؤال يصيبه الذهول و أشك أن الناس كانوا يظنوا أنى غبية و لكنهم كانوا دائما يصطنعون الضحك و يبتسمون فى وجه أبى أو أمى و يقولون "أصلها لسة صغيرة" و بالرغم أنى لا أعرف لماذا كنت أريد أن أمتهن تلك المهنة الغريبة و لكنى طالما وجدت المطارات شىء مثير للسعادة و أننى كلما وجدت نفسى فى مطار ما أجلس و أشاهد الناس و هم يودعون أهاليهم و أخرين يجرون جري شديد للحاق بالطائرة و السيدة التى تجر أطفالها الذين لا يريدون المغادرة و العاشقان اللذان يتصرفان كأنهم فى غرفة خاصة لا مطار عام و الرحلة المدرسية التى تثير الشغب و الفوضى فى المطار رغم طلبات مدرسيهم أن يلتزموا حدودهم. أحب المطارات لما تحمله من فرص و أمل و لكونى واحدة من الناس الذين يحبون السفر و الهروب و اكتشاف الأماكن الجديدة و طلوع الجبال و المغامرات التى تتسبب فى علو ضربات القلب و لكن دائما ما تسبب الضحك و الأبتسام عندما أتذكرها. أحب تلك الأشياء حبا جما و هى الأشياء الوحيدة التى أستطيع أن أنسب أليها الشعور بالسعادة رغم مخاطرها الشديدة و رغم تكلفتها و رغم كل شىء خاطىء بها و لكنى أحبها و على رأى المثل "القلب و ما يريده" و هذا هو ما يريده قلبى و دماغى و جسدى و أفكارى , أريد أن أكتشف العالم
Comments
I love this post because I can soo relate to it. I actually went against everyone to go to this faculty and I unfortunately graduated absolutely hating the whole field and not willing to work in it at all. el 7amdolelah el koleya keda naga7et :))
About the airport thing .. leh that's a very clever answer. I always feel the same way towards airports. I love them. They feel like a whole new world with million stories all the time.. mateegy neshta3'al f el matar ya Sina ;)
P.S. I love the title ... it really grabbed my attention w da7akny gedann :D
El koleya kanet ma2lab.Thank God we passed.
I am so happy that you liked it, especially that my Arabic is shameful.
I will make sure to let you know if sth crosses me regarding the airport thing .. actually whenever I go there I'm sure I'll remember u :))